برمجة مقياس التوافق النفسي  وأثره على بعض المتغيرات

 د. نبيل صالح سفيان
      أستاذ علم النفس جامعة تعز ــ اليمن
dnabil@.net.ye 

ملخص:

تهدف الدراسة الى:

1 ـــ تصميم برنامج لمقياس التوافق النفسي والاجتماعي بواسطة الحاسوب باللغة العربية على أسس علمية نفسية.

2 ـــ التعرف على درجة الفروق بين المستجيبين على المقياس المبرمج بالحاسوب ومقياس الورقة والقلم في السرعة والدقة والكلفة، ومستوى الجاذبية، والحساسية في الاجابة عليه، وكذلك التعرف على درجة الفروق في التصحيح على المقياس المبرمج بالحاسوب ومقياس الورقة والقلم في السرعة والدقة والكلفة.

طبقت الدراسة على مجموعة من طلبة جامعة تعز من قسم علم النفس في المستوى الثاني تم اختيارهم بطريقة عشوائية بلغت أربعين طالبا وطالبة )عشرون طالباً وعشرون طالبة(. أما عينة المصححين فقد بلغ عددهم عشرة من الأساتذة في الجامعة والمعيدين.

استخدمت في هذه الدراسة عدد من الأدوات وهي:

ـــ مقياس التوافق النفسي والاجتماعي للشباب الجامعي )من اعداد الباحث( نسخة الورقة والقلم

ـــ مقياس التوافق النفسي والاجتماعي للشباب الجامعي )من اعداد الباحث( النسخة المبرمجة استبيان مفتوح مغلق.

توصلت الدراسة الى النتائج التالية:

أولاً: تصميم برنامج لمقياس التوافق النفسي والاجتماعي بواسطة الحاسوب باللغة العربية على أسس علمية نفسية.

ثانياً: وجود فروق ذات دلالة احصائية عند مستوى > 0.001( بين المجموعتين الضابطة والتجريبية في جميع المتغيرات لصالح المجموعة التجريبية، مما يدل أن استخدام المقياس المبرمج أكفأ من استخدام مقياس الورقة والقلم في سرعة الاستجابة، في درجة الرضا والاندفاع نحو الاستجابة وفي عملية التحسس مما يجعل المقياس المبرمج أكثر مصداقية متميزا بارتفاع مستوى الدقة وتدني الأخطاء اضافة الى السرعة والدقة في تصحيح المقاييس.

نعرض في الأخير بعض التوصيات والمقترحات انطلاقا من هذه الدراسة.

مقدمـــــة:

شغل موضوع التوافق النفسي والاجتماعي حيزاً كبيراً في الدراسات والبحوث لأهميته في حياة الناس. فالتوافق ليس مرادفا للصحة النفسية فحسب بل يرجعه الأكثر بأنه الصحة النفسية بعينها )المغربي: 1992، 6(. فهو الهدف الرئيسي لجميع فروع علم النفس بصورةٍ عامة ومن أهم أهداف العملية الارشادية والعلاج النفسي ويرتب في أوائل أهداف الارشاد النفسي )زهران: 1980، 26(

يتصف المتوافق نفسياً واجتماعياً بشخصية متكاملة قادرة على التنسيق بين حاجاته وسلوكه الهادف وتفاعله مع بيئته، الذي يتحمل عناء الحاضر من اجل المستقبل متصفا بتناسق سلوكه وعدم تناقضه ومنسجما مع معايير مجتمعه دون التخلي عن استقلاليته مع تمتعه بنمو سليم غير متطرف في انفعالاته ومساهم في مجتمعه )المغربي، 1992: 9(. ويرى فرم أن الانسان اجتماعي بطبعة وان مشاكله في اغلبها ناتجة عن انفصاله عن مجتمعه )Smith, henry:1961(

هناك عدد من المحكات نحدد من خلالها درجة السواء من غير السواء منها:

المحك الاحصائي الذي يعتمد في تحديده لدرجة التوافق على التوزيع الطبيعي )المنحني الاعتدالي( الذي يفترض أن أي خاصية بشرية تتوزع على شكل منحن تتجمع الأغلبية في الوسط والأقلية في الأطراف، وبالتالي فان التوافق سيكون موضعه قريبا من متوسط المنحني أي مع اغلب الناس بينما سوء التوافق يقترب من أطراف المنحني أي مع الأقليات )عيسوي، 1970: 260( )الديب، 1988: 3(.

المحك الثقافي الذي يعتمد في تحديده درجة التوافق من خلال اقتراب الفرد مما هو سائد في مجتمعه )جلال، 1985: 281­282( )طه، 1980:19(.

المحك المرضي يعتمد في تحديد التوافق من خلال أعراض عيادية )جلال 1985:284(.

لا يخلو شخص في حياته من سوء التوافق ولكن اختلاف مستوى التوافق يدفع البعض لفقدان التكيف ولهذا يلجأون الى المعالجين النفسانيين )أطباء وأخصائيي علم النفس ومرشدين(، الى المرشد النفسي الذي يتعامل مع حالات سوء التوافق التي لم ترق الى درجة الاضطراب المرضي سواء للوقاية من الاضطرابات أو للرعاية النفسية.

تستخدم لتحديد درجة توافق الفرد أساليب وأدوات تنوعت ما بين الاستبيان الذاتي وذلك عن طريق تقديم التقارير الذاتية وبين الملاحظة التي يقوم بها الأخصائي النفسي )سواء منها المباشر أو غير المباشر(، الذي أصبح لديه أدوات متطورة تساعده سواء في عملية التشخيص أو في تحليل قدراته، استعداداته، ميوله، اهتماماته، سماته، درجة اضطرابه، ملاحظة سلوكه في المواقف الفردية والجماعية، الوقوف على ماضيه وحاضره سواء من الناحية الصحية أو علاقاته الاجتماعية.

من أدوات وأساليب التشخيص والحكم على الشخصية الملاحظة، المقابلة، التداعي الحر، تفسير الأحلام، زلات اللسان، دراسة الحالة، السيرة الذاتية، الاختبارات، المقاييس النفسية )سفيان، 2000: 148(.

رغم أن قياس اضطراب الشخصية يرجع في جذوره التاريخية الى القرن التاسع عشر الميلادي في أعمال كل من فونت )Wundt( ويونج )Jung( وفي الطرق الاسقاطية لدى فرويد الاً أن الاهتمام بالمقاييس النفسية وخاصة قياس سمات الشخصية يعود في أصوله الى التحليل العاملي والى منظري تحليل العوامل )عبد الرحمن، 1998: 11( حيث كان لظهور الاحصاء والتحليل العاملي أثر كبير في ظهور عملية القياس النفسي وتحويل الخصائص النفسية والاضطرابات والأمراض النفسية الى أرقام. ومن هنا فان الفحوصات والاختبارات النفسية تعد من العوامل المساعدة في الانتقاء والتصنيف والتشخيص والمعالجة والمتابعة والبحوث وهي تقوم على قياس الظواهر النفسية وتقديرها كمياً )الكبيسي والصالحي، 1999(.

ظهرت العديد من المقاييس النفسية محدثة نقلة في علم النفس والصحة النفسية، ومن المقاييس الأجنبية والعربية التي حاولت قياس التوافق النفسي والاجتماعي نذكر:

ـــ قائمة بيل للتوافق )1930( تضمنت أربعة أبعاد: التوافق المنزلي والصحي والانفعالي والاجتماعي. )الحياني،1988:­53(

ـــ مقياس كاليفورنيا للتوافق الشخصي والاجتماعي )كلارك وزملاؤه Clark( )1940( تضمن بعدين: الأول التوافق الشخصي وتهم مجالات: الاعتماد على النفس والاحساس بالقيمة الذاتية والشعور بالحرية والامتناع والتحرر من الميل الى الانفراد والخلو من أعراض الأمراض العصابية. والبعد الثاني التوافق الاجتماعي وتهم مجالات: اتباع المستويات الاجتماعية واكتساب المهارات الاجتماعية والتحرر من الميول القيادية للمجتمع والعلاقات في الأسرة والمدرسة والبيئة المحلية )الخالدي،1976: 76­77(

ـــ قائمة هستون للتوافق الشخصي: أعد لطلبة الثانوية والجامعة لقياس التوافق في ستة مجالات: التفكير التحليلي، الاندماج الاجتماعي، الاتزان الانفعالي، الثقة، العلاقات الشخصية، الرضا عن البيت )عرّبه في العراق ابراهيم يوسف المنصور 1974( )المنصور،1975: 7(

ـــ اختبار منيوسوتا المتعدد الأوجه لقياس الشخصية: MMPI )ترجمة اسماعيل ومرسي 1961( تضمن سبعة مجالات: العلاقات المنزلية، العلاقات الاجتماعية، الثبات الانفعالي، الشعور بالمسئولية، الواقعية والحالة المزاجية والقيادة )اسماعيل.ومرسي، 1961، 3­13(

ـــ مقياس بيك للاكتئاب )1961( )عربه الشناوي( يتكون من )21( فقرة تقيس الاكتئاب

ـــ مقياس راسل للشعور بالوحدة )1981( من جامعة كاليفورنيا )عربه الشناوي وخضر( ويتألف من )20( فقرة تقيس الشعور بالوحدة

ـــ مقياس الكبيسي للتكيف الشخصي والاجتماعي )1988(: وقد تضمن ستة مجالات على أساس ثلاثة مجالات لبعد التكيف الشخصي وهي تقدير الذات، اشباع الحاجات والأمراض العصابية وثلاثة مجالات لبعد التكيف الاجتماعي: العلاقات الأسرية، العلاقات الاجتماعية والقيم والمعايير. )الكبيسي،1988: 70­72(

ـــ مقياس جيبريل للتكيف النفسي العام )1996(: يتضمن أربعة أبعاد: البعد الشخصي والانفعالي والأسري والاجتماعي

ـــ مقياس الخامري للتوافق النفسي )1996(: يتضمن خمسة مجالات: التوافق الانفعالي، التوافق الجسمي، التوافق مع الذات، التوافق مع القيم الخلقية، القيم الروحية والتوافق مع الآخرين.

تعددت المقاييس النفسية بتعدد الأطر النظرية لواضعيها، ويمكن تصنيف هذه المقاييس بصفة عامة الى فئتين:

1 ­ المقاييس التي تطبق من قبل المفحوصين أنفسهم: ويطلق عليها مقاييس التقدير الذاتي )Self-reporting(.

2 ­ المقاييس التي يقوم بتطبيقها شخص متمرس. )عويضة، 1995(

تعد مقاييس التقدير الذاتي من أهم الأدوات المستخدمة للقياس النفسي في الطب النفسي وعلم النفس تتميز بتوفير وقت المتخصص والنفقات ولا تحتاج الى شخص مدرب ومن الممكن أن تعطى في ظروف مقننة وأن الدرجات وتفسيرها أكثر موضوعية وبالتالي تصبح المقارنة بين عينات مختلفة من الأشخاص ممكنة )عويضة، 1995(. كما يتميز بحساسية أكثر من القياس بواسطة المتخصص المبني على المقابلة الاكلينيكية، لكن يعيبها أن عدداً من المرضى لا يرغبون في اكمالها وعرضة تتفاوت مستوى التعليم، المستوى الاجتماعي والخلفية الثقافية، فهي تعتمد على ما ينتقيه الأفراد ليقولوه عن أنفسهم وكيف يفسرون الغرض من السؤال وكيف يتصرفون فيه وهي ان كانت تعطي معلومات أقل شمولية من التقويم بواسطة المقابلات، الا أن كليهما عرضة للخطأ والأمثل استخدامهما معاً )عويضة، 1995(.

المعلوماتية والعلوم النفسية:

بدأ علم النفس بصورة عامة والصحة النفسية والعلاج النفسي ولوج عالم المعلوماتية، ففي مجال العلاج النفسي برمج العديد من المقاييس النفسية وشاع استخدامها في تطبيق الاختبارات النفسية منذ بدايات عام 1959م منذ أول برنامج وضع اختبار MMPI على الحاسوب أعد من قبل عيادة مايو )الكبيسي والصالحي، 1999(.

برنامج )اليزا( النفسي: قام بتصميمه في السبعينيات ))وايتز بناوم( الأستاذ في معهد ساشوستس للتكنولوجيا( وهو برنامج بدائي مقارنة بالبرامج الحديثة ولكنه يتميز بتقديم الراحة لمستخدميه من طلبة الدراسات العليا

تطورت البرامج الحاسوبية للمقاييس النفسية في السنوات العشر الأخيرة في أوروبا وأمريكا مع تسارع معدلات تطورها في السنوات الخمس الأخيرة، وذلك بظهور نسخ آلية )Automatic( يتم القياس وتفسير الدرجات بواسطة الحاسوب مثل مقياس بك للاكتئاب )Peck & Dean 1988( ومقياس هاملتون للاكتئاب )Kobak et al 1990( ومقياس بال ـــ براون للوسواس القهري )Rosenfeld et 1992( )عويضة، 1995(

بالنسبة للبرمجة العربية فقد استخدمت تقنية الحاسوب في دراسات علمية حديثة حيث صممت في العراق برامج لاختبارات بك للاكتئاب وكراون كرسب للتوترات العصابية وماركس للمخاوف المرضية ومقياس التوافق الاجتماعي )الكبيسي وعبد الغني، 1993، ص 73­86(. اضافة الى مقياس بيك للاكتئاب )عويضه 1995( ومقياس مينسيسوتا ـــ المستنصرية )للكبيسي والصالحي 1991(.

تتميز النسخ المصممة بالحاسوب أنها توفر وقت المعالجين وأكثر حساسية من المقاييس المستخدمة للورقة والقلم كما أنها تقدم ظروفاً أكثر معيارية عند التطبيق )عويضة، 1995(، وتقلل اذا لم نقل تحد نهائياً من أخطاء تـفـريـغ البـيـنـات وتـفـسـيـرها كما تقلل تأثير الفاحص وتحيزه عند تفريغ البيانات وتسجيل الدرجات وحتى تفسيرها، كذلك قابلية الأنظمة الخاصة بهذه الاختبارات المبرمجة على الحاسوب للتعامل مع معلومات أكثر مقارنة وهذا أمر صعب يواجهه الباحث والمعالج ولهذا بالبرنامج يمكنه التعامل بيسر مع كم هائل من البيانات )Butcher, 1997, p:19( يؤكد على ذلك الأستاذ )جود مان جامعة ميامي( الذي يرى أن البرامج يمكنها أن تعمل تشخيص مقارن بالاضافة الى التشخيص المعتاد لأن هناك أمراضاً مختلفة لها نفس مجموعة الأعراض وأن الانسان لا يمكنه أن يتذكر دائماً هذا المدى الكامل من الاحتمالات )أبو السعود وأبو السعود، 2000(.

أما من حيث التكلفة فتعدّ المقاييس المبرمجة متدنية الكلفة مقارنة بمقاييس الورقة والقلم من ذلك أن الحقيبة الكاملة للاختبار التقليدي )الورقة ـــ القلم( باللغة الانجليزية مع كافة أدواته تكلف بحدود 33536 دولار لفحص 1000 شخص، مع اضافة 30 دولار لكل استمارة اجابة وتقرير تفسيرها؟، في حين أن الحقيبة الكاملة للاختبار المبرمج مع كافة أدواتها وابرازه لمدة سنة باستخدام هذا البرنامج حوالي 15000 دولار )عدا سعر تكلفة جهاز الحاسوب وملحقاته( )الكبيسي والصالحي، 1999(.

أهمية الدراسة:

تكمن أهمية هذه الدراسة في:

أولاً: عدم توفر المقاييس النفسية المبرمجة كمبيوتريا باللغة العربية )أو القليل جدا ولم تسوًق الى الآن حسب علم الباحث(.

ثانياً: ان وجدت هذه البرمجيات فهي مصممة بلغات بسيطة ذات نماذج قديمة بسبب التطور السريع في لغات الكمبيوتر.

ثالثاً: ان للكمبيوتر متخصصين في البرمجة ولعلم النفس متخصصين وعادة لا يفهم أحدهم مطالب الآخر وامكانيته مما يعيق التصميم المناسب.

رابعاً: ان بعض المقاييس المبرمجة يقوم بتصميمها غير متخصصين في علم النفس فقد يكون المقياس غير صادق وغير ثابت، كما أن تصميم البرنامج من حيث شكله وألوانه وطريقة تنفيذه يحتاج الى دراسة علمية نفسية، وكذلك مدى فائدته وجدواه.

ان هذه الدراسة تحاول برمجة مقياس للتوافق النفسي والاجتماعي باللغة العربية على أسس علمنفسية متميزا عن مقاييس الورقة والقلم:

1 ­ يوفر جهد المعالج بسبب استخدام المستجيب للبرنامج بنفسه.

2 ­ يوفر وقت التصحيح.

3 ­ يوفر وقت المجيب.

4 ­ يمنع الأخطاء في عملية التصحيح.

5 ­ يقلل التكلفة المادية.

6 ­ يرفع درجة الصدق في الاستجابة، نتيجة لاعتماد المستجيب على نفسه في الاجابة على الأسئلة وتجنبه الاحراج.

7 ­ خفض الملل في الاجابة على الأسئلة الطويلة في مقاييس الورقة والقلم لجاذبية المقاييس المبرمجة.

8 ­ امكانية فحص المستجيب نفسه لنفسه، وكذلك معرفة مستوى توافقه وأساليب العلاج.

نحاول في هذه الدراسة ابراز خصائص المقياس النفسي المبرمج مقارنة بالتقليدي من حيث السرعة والجهد المبذول والدقه وتدني نسبة الأخطاء أثناء الاستجابة والتصحيح، والدافع للاستجابة اضافة الى ميزته في عدم تحسس المستجيب من المطبق وعدم توفر ايحاءات المعالج أو المطبق.

دراسات سابقة:

برنامج عويضة )1995( مقياس بك للاكتئاب بالغة العربية باللغة البيسك )Basic( قنن المقياس على البيئة السعودية، وطبق البرنامج على عيّنة من عشرين شخصا أسوياء ليختبر ألوان الشاشة والخط وحجمه، البرنامج يتكون من )24( شاشة زرقاء داكنة ولون الخط أبيض، تعرض كل شاشة السؤال مع خياراته فيضع المستجيب رقما من واحد الى خمسة لكل سؤال، وتحتوي الشاشة الأولى على بيانات المستجيب وتعليماته، وعندما ينتهي المستجيب من الاستجابة تظهر صفحة التقرير النفسي والتي تعرض نتيجة الفحص اكلينيكيا.

برنامج الكبيسي والصالحي )1999( اختبار المستنصرية ـــ مينيسوتا متعدد الأوجه، بعد ترجمة الاختبار والتأكد من صدقه باستعمال برنامج فوكس برو الاً أنه يتميز على برنامج عويضة بأنه مصمم في بيئة وندوز مع قابلية التطوير باستعمال المؤثرات الصوتية اضافة الى استخدامه لأرقام سرية حماية لبيانات المستجيب، وتفاصيل شرح الحالة للمستجيب مع وجود نتائج مختصرة كما يمكن مقارنة نتائج المستجيب في الاستجابة على الاختبار مرتين، يلحظ وبعد مقارنته باختبار الورقة والقلم تبين أن الاختبار المبرمج أدق وأقل كلفة من اختبار الورقة والقلم وبالنسبة للسرعة فقد أعتمد مستوى دلالة )0،10( للتدليل على متغير السرعة.

تعد الاستفادة في هذه الدراسة من البرنامجين السابقين الا أننا نجد من حيث أن تدني المستوى التقني لهذه البرامج، فلغة بايسك المستخدمة لدى عويضة تحت نظام الدوس )Dos( ويبرز الفرق جليا مقارنة بنظام الويندوز من حيث الامكانيات وراحة المستجيب وزيادة السرعة والدقة والجاذبية، وأما برنامج الكبيسي والصالحي فهو مصمم ببرنامج فوكس برو وهو برنامج وليس لغة وبالتأكيد البرنامج أقل كفاءة من اللغة، اضافة لعدم امكانية فصله عن البرنامج الذي يحتضنه بسهولة

نلاحظ أن المستجيب في برنامج عويضه يكتب أرقاما من واحد الى خمسة لكل سؤال بينما في البرنامج الذي اعتمدناه يقوم بهذه العملية البرنامج وما على المستجيب الا أن يختار أحد الأزرة بالماوس أو السهم مما يؤثر في السرعة والدقة والجاذبية والاستمتاع لدى المستجيب.

ان أهمية برمجة هذا المقياس تكمن في أنه بني للبيئة العربية واليمنية منطلقا من ثقافتها، كما انه ممكن أن يكون المقياس الشامل باعتباره يستقصي الاضطرابات النفسية التحت سريرية والخفية الى جانب الاضطرابات الاجتماعية والانحرافات العصابية.

أهداف الدراسة:

تهدف هذه الدراسة الى ما يلي:

1 ـــ برمجة مقياس التوافق النفسي والاجتماعي باللغة العربية على أسس علمية نفسية.

2 ـــ التعرف على درجة الفروق بين المستجيبين على المقياس المبرمج ومقياس الورقة والقلم في السرعة والدقة والكلفة، ومستوى الجاذبية، والحساسية.

3 ­ التعرف على درجة الفروق في التصحيح على المقياس المبرمج ومقياس الورقة والقلم في السرعة والدقة والكلفة، ومستوى الجاذبية.

فروض الدراسة:

يمكن تفصيل الهدفين الثاني والثالث في الفروض التالية:

1­ 1­ 1­ توجد فروق ذات دلالة احصائية في السرعة لدى المستجيبين وفقاً لمتغير طريقة الاستجابة.

2­ 2­ 2­ توجد فروق ذات دلالة احصائية في الدقة لدى المستجيبين وفقاً لمتغير طريقة الاستجابة.

3­ 3­ 3­ توجد فروق ذات دلالة احصائية في صدق الاستجابة لدى المستجيبين وفقاً لمتغير طريقة الاستجابة.

4­ 4­ 4­ توجد فروق ذات دلالة احصائية في الدافعية لدى المستجيبين وفقاً لمتغير طريقة الاستجابة.

5­ 5­ 5­ توجد فروق ذات دلالة احصائية في السرعة لدى المصححين وفقاً لمتغير طريقة الاستجابة.

6­ 6­ 6­ توجد فروق ذات دلالة احصائية في الدقة لدى المصححين وفقاً لمتغير طريقة الاستجابة.

مصطلحات الدراسة:

1 ­ التوافق:

­ تعريف موسى: هو العملية الدينامية المستمرة التي يقوم بها الفرد مستهدفا تغيير سلوكه ليحدث علاقة اكثر توافقا بينه وبين نفسه من جهة، وبينه وبين البيئة من جهة أخرى )1981 ـــ ص 18(.

­ تعريف برون: الانسجام مع البيئة ويشمل القدرة على اشباع اغلب حاجات الفرد ومواجهة معظم المتطلبات الجسمية والاجتماعية. )1983 ـــ ص 124(.

­ تعريف داود: مفهوم خاص بالانسان في سعيه لتنظيم حياته وحل صراعاته ومواجهة مشكلاته من اشباع واحباطات وصولا الى ما يسمى بالصحة النفسية أو السواء أو الانسجام والتناغم مع الذات ومع الآخرين في الأسرة وفي العمل وفي التنظيمات التي ينخرط فيها ولذلك كان مفهوما انسانيا.)1988­ ص 35(.

­ التعريف الذي نذهب اليه هو أن التوافق اشباع الفرد لحاجاته النفسية وتقبله لذاته واستمتاعه بحياة خالية من التوترات والصراعات والأمراض النفسية، واستمتاعه بعلاقات اجتماعية حميمة ومشاركته في الأنشطة الاجتماعية، وتقبله لعادات وتقاليد وقيم مجتمعه.

2 ­ البرمجية الكمبيوترية لمقياس التوافق النفستماعي:

يعرض البرنامج أسئلة مقياس التوافق النفسي الاجتماعي فيجيب المستجيب من خلال شاشة العرض ويتولى برنامج معالجة الاجابات عملية التصحيح وتعرض النتيجة على الشاشة.

عينة الدراسة:

طبقت الدراسة على مجموعة من طلبة الجامعة قسم علم النفس )المستوى الثاني( مختارين بطريقة عشوائية بعد أن تم أخذ رأيهم في المشاركة في الدراسة )تردد خمسة منهم وأستبعد خمسة آخرون( حتى صفت العينة على أربعين طالبا وطالبة )عشرون طالباً وعشرون طالبة( وهي العينة المحددة مسبقا المواظبين.

وأما عيّنة المصححين فقد بلغ عددهم عشرة من أساتذة الجامعة والمعيدين.

أدوات الدراسة:

طبق في هذه الدراسة الأدوات التالية:

1­ 1­ 1­ مقياس التوافق النفسي والاجتماعي للشباب الجامعي من اعداد الباحث ـــ نسخة الورقة والقلم

2­ 2­ 2­ مقياس التوافق النفسي والاجتماعي للشباب الجامعي من اعداد الباحث ـــ النسخة المبرمجة

3­ 3­ 3­ استبيان مفتوح ومغلق يسجل عليه الزمن المستغرق للمستجيب للتطبيقين ثم يجاب عليه بعد التطبيقين ونحصل من خلاله على رأي المستجيب في تفضيله ومشاعره وانفعالاته في الاستجابتين.

أولاً: مقياس التوافق النفسي الاجتماعي ــ الورقة والقلم:

أعد الباحث مقياس التوافق النفسي الاجتماعي مسبقا )سفيان، 1997( من خلال الرجوع الى عديد النظريات النفسية، وكذلك من خلال التعرف على وجهات نظر منفردة لا تنتمي لتلك النظريات، كما تم الاطلاع على عديد المقاييس التي تناولت مفهوم التوافق النفسي والاجتماعي ورأينا من الأنسب اعداد مقياس يتناسب مع مجتمع الشباب اليمني يتضمن بعدين رئيسيين هما التوافق النفسي والتوافق الاجتماعي، وتضمن كل بعد عددا من المجالات:

1 ­ بعد التوافق النفسي: أنه يتعلق بتقبل الفرد لذاته وفهمها فهماً واقعياً وشعوره بالثقة وتحمله المسئولية، واستمتاعه بحياة تخلو من الصراع والتوترات والأمراض النفسية.

يشتمل هذا البعد على مجالين:

المجال الأول: التوافق الشخصي )مع الذات(: يتمثل في اشباع الفرد لحاجاته النفسية، فهمه لذاته فهماً واقعياً، تقبله لذاته واحترامها، ثقته بنفسه، تحمله المسئولية، قدرته على اتخاذ القرار، حل مشكلاته وتحقيق أهدافه.

المجال الثاني: التوافق الانفعالي: يعرف بقدرة السيطرة على الانفعالات واستمتاعه بحياة خالية من التوترات والصراعات والأمراض النفسية مثل )القلق والاكتئاب، الرحام أو الهيستيريا، الأمراض النفس جسمية(.

2 ­ بعد التوافق الاجتماعي: يتمثل في استمتاع الفرد بعلاقات اجتماعية حميمة ومتكافئة، ومشاركته بالأنشطة الاجتماعية، وتقبله لثقافة مجتمعه.

و يشمل المجالات الآتية:

المجال الأول: العلاقات الاجتماعية: يتمثل في استمتاع الفرد بعلاقات اجتماعية حميمة تتصف بالاحترام والتقدير والعطاء المتبادل والتي تشبع حاجاته الاجتماعية.

المجال الثاني: المشاركة الاجتماعية: يتمثل في مشاركة الفرد في الأنشطة الاجتماعية وتواجده في أماكن التجمعات الاجتماعية كالنوادي والحفلات و...

المجال الثالث: الانسجام مع ثقافة المجتمع: يتمثل في تقبل الفرد لعادات وتقاليد وقيم وأفكار وقوانين وأنظمة مجتمعه

 press( Foundations of Clinical personality Assessment Practical Considerations, New york. Oxford University press, USA

التالي